المؤتمر الجهوي الأول: التقرير الأدبي



كما جرت العادة في مختلف المؤتمرات والجموع العامة، يتم تقديم التقرير الأدبي الذي يعتبر لحظة تأمل نستحضر من خلالها أخطاءنا وإخفاقاتنا، الى جانب إنجازاتنا وجوانب تفوقنا وكل المعيقات التي واجهتنا. لذلك، ونحن نستحضر حصيلتنا الأدبية خلال ثلاثة سنوات مضت، لابد من التأكيد أن المجهودات التي بذلت من طرف معظم الإخوة ساهمت كثيرا في إغناء ولايتنا هاته، في مختلف المجالات. ففي المجال الإعلامي والإشعاعي، لعبت منشورات ومطبوعات الجمعية على اختلاف أشكالها دورا كبيرا ومهما، سواء من حيث التعريف بالجمعية، وتكثيف إشعـاعـها الخارجي، أو من حيث هي موجهة إلى منخرطي الجمعية، قصد تكوينهم وتأهيلهم لأداء الأدوار المنوطة بهم كسائقين، أولا في علاقة مباشرة مع الأخر، مواطنا كان أو رجل أمن أو مؤسسة أو غيرها.. وثانيا كمسؤولين داخل الجمعية. لذلك، أولينا اهتماما خاصا للنشر، ضمن مجموع أنشطة جمعيتنا، وهكذا قمنا منذ تـأسيس الجمعية الى يومنا هذا، بإصدار تسعة أعداد من مجلة الجمعية، متضمنة لمواضيع مختلفة ومتعددة. كان من الطبيعي أن يتضمن العدد الأول *أدبيات الجمعية*، أما العدد الثاني والذي صدر تحت عنوان * من أجل رفع كفاءة السائقين* فقد كان الهدف منه تكوين السائق وإعطائه لمحة، ولو متواضعة، على ما تعنيه كلمة سائق سيارة الأجرة في دلالتها العميقة، باعتباره عنصرا مهما في تطوير السياحة الداخلية وارتفاع مؤشر التنمية. أما العدد الثالث، فيتضمن مجمل الاتفاقيات المبرمة في المجال الصحي، تلكم الاتفاقيات التي تهدف بالأساس إلى البحث عن تغطية صحية للسائقين في غياب أي تقنين دولتي من لدن الجهات الرسمية في هذا المجال. وأخذا بالاعتبار أن ثاني عنصر يلتقيه سائق سيارة الأجرة، بشكل دائم بعد المواطن، هو رجل الأمن، والذي من المفترض أنه يحرص على تطبيق القانون، فقد وقفنا في العدد الرابع على تحديد علاقتنا بشرطة المرور، ليس فقط على المستوى القانوني، كما تنص عـلى ذلك بنود القانون، بل استلهاما كذلك لروح القانون والمغزى من وضعه أو بعبارة أوضح علاقتنا بالشرطة في كل جوانبها الأخلاقية والإنسانية والقانونية وغيرها.... أيها الإخـوة، نظرا للثغرات الكثيرة التي تسود القوانين المنظمة للقطاع، اعتبارا لكون أغلبها صدر في فترة تاريخية بعيدة، لم تعد تساير ما حدث من تطورات، فإننا عمدنا إلى تضمين العدد الخامس من مجلتنا، مشروع قانون نرمي من ورائه الرقي بقطاع سيارات الأجرة، وتأهيله لكي يلعب الأدوار المنوطة به، كأحد العناصر المهمة في مسلسل التنمية ببلادنا, فيما يتضمن العدد السادس، موضوع المعاينة الودية. و العدد السابع، كان تحت عنوان: رسالة إلى زميلي السائق. ولم يكن ليفوتنا استغلال مناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية، دون أن نضمن العدد الثامن من منشوراتنا أهداف الاحتفال بهذا اليوم، ومفهوم ومضامين السلامة الطرقية، لمالها من أهمية في حفظ الأرواح والأبدان وسلامة الإنسان. وبعدما حققنا تراكما كميا وكيفيا مهما في هذا المجال، أصبح حلمنا يكبر يوما عن يوم، ليسعى إلى خلق ثقافـة مهنيـة داخـل أوسـاط السائقين، وهو ما جاء به العدد التاسع من مجلتنا، تحت عنوان: من أجل خلق ثقافة مهنية. أيها الإخوة كما سبقت الإشارة، فقد كان هدفنا من وراء هاته المنشورات مزدوجا، خلق ثقافة تكوينية داخليا، ونشر تجربتنا خارجيا. ويمكن القول أننا وصلنا إلى مبتغانا المنشود بامتياز، حيث أصبحت جمعيتنا محط إعجاب وتقدير من لدن جهات متعددة، إضافة إلى تكوين منخرطيها وتوعيتهم بحقوقهم وكذا واجباتهم، والأكثر من هذا أننا قمنا بطبع أعداد منشوراتنا السالفة الذكر اعتمادا على مواردنا المادية الذاتية، دون اللجوء إلى جهة معينة، وهو ما يزيدنا اعتزازا وافتخارا بهذا الإطار الجمعوي الغني. أيها الإخوة لا يخفى عليكم الدور الذي يلعبه الإعلام بمختلف أصنافه بالنسبة لنا كجمعية فتية، حاملة لمشروع طموح، تسعى الى تنظيم قطاع حيوي، استعصى على أغلب الفاعلين، ولم توليه الدولة لحد الآن الأهمية اللازمة. لذلك لم نترك أي فرصة تمر دون المشاركة وتأكيد وجودنا، ساعين من وراء ذلك إلى التعريف أولا بإطارنا، وتسويق مواقفنا وتمرير خطابنا، قصد إثبات تواجدنا في ساحة تعج بالإطارات التي تدعي تمثيل المهنيين، دون حصد أي قيمة مضافة لهم ولذويهم. وهكذا حضرنا، كممثلين لجمعية آفاق لسائقى سيارة الأجرة في العديد من المناسبات الاعلامية، كما أننا اتصلنا بعدد من الجرائد والأسبوعيات الوطنية لنشر مواقفنا وبيانات جمعيتنا، أو قصد تغطية أنشطتنا، كما تم إجراء عدد من الحوارات مع أعضاء المكتب المسير لجمعيتنا، في العديد من المنابر الإعلامية. أيها الإخوة لا يخفى على أنظاركم أهمية التكوين في هذا المجال، فقد سعينا إلى فتح جسر صلب وقوي بين المكتب المسير ولجان الجمعية وبين منخرطيها، وذلك بعقد عدد من اللقاءات التكوينية الداخلية التي كانت تهدف بالأساس إلى التعريف بمبادئ الجمعية وقوانينها الداخلية ومواثيقها التأسيسية إلى جانب تكوين المنخرطين في مجال السياقة وكيفية التعاطي مع مشاكل القطاع وخصوصياته. وقد كانت النتائج مبهرة، حيث فاقت الأهداف المسطرة في البداية، وهو أمر إذ نعتز به، لا يجب أن يثنينا عن المثابرة والسير قدما إلى الأمام حتى نصل الى ما نصبو إليه من أهداف. أما في المجال الاجتماعي، فقد استفاد جل المنخرطين وذويهم بفضل الاتفاقيات المبرمة في المجال الصحي، وهنا أغتنم الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل للأطباء والصيادلة والمختبرات و التحالف الطبي والصحي الحر على دعمهم المعنوي لنا في هذا المجال. أما فيما يخص المجال الرياضي، فقد عقدنا عدة اتفاقيات مع مجموعة من النوادي الرياضية وتأسيس فريق لكرة القدم، لم يكن الغرض منهما ترفيهيا فحسب، وإنما نسعى من خلالها الى الحد من بعض الأمراض المهنية، كأمراض الجهاز التنفسي، الناجم عن الدخان المنبعث من السيارات الأمامية والجانبية، وأمراض الكلي الناجمة عن كثرة ساعات العمل وطول الجلوس على المقعد، أضف الى ذلك إصابة الظهر والعمود الفقري. هذا دون نسيان الخرجة التي قمنا بها لفائدة أبناء السائقين ( براعم الجمعية) الى ضريح محمد الخامس، والى حديقة الحيونات بثمارة. أيها الإخوة، هذه إذن هي حصيلتنا الأدبية خلال هذه الولاية، شرحناها بتفصيل ضمن منشورات الجمعية، ونأمل من المكتب المركزي الجديد أن يطورها ويسير بها في الاتجاه الصحيح. عاش سائقوا سيارة الأجرة عاشت جمعية آفاق لسائقي سيارة الأجرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne