أصحاب القرار هم أصحاب لكرايم

 أصحاب القرار هم أصحاب لكرايم

        كثيرون يتحدثون عن مهنة الطب ودور الأطباء الإنساني والمجتمعي، ويتحدثون عن رجال التعليم وواجبهم التربوي والتوعوي، كما يتحدثون عن الفلاح وما يقاسيه لزرع الأرض وحصاد محصولها، يتحدثون عن المهندسين والمقاولين والصحافيين ولا ينسون حتى الشيخات والعاهرات . أما'' الشيفورات فليهم الله''.

        لا أحد يذكرهم أو يتذكرهم، لا أحد يدافع عنهم ويعترف بخدماتهم، ''كلشي حادر عليهم العين و ما مسوقينش لمشاكلهم''  
       الحكومة ''تهتم'' بجميع القطاعات و''تنافق'' كل الفئات والطبقات، لكنها لا تبالي بقضايا ومصاعب سائقي سيارات الأجرة المهنية والمعيشية.
        البرلمان يشرع القوانين ويعد لها، لكن لا أحد تحث قبته من البرلمانيين فكر في تغيير أو تعديل أو حتى الاطلاع على القانون المنظم للسائقين .
       القضاء ينظر قضايا الناس ويحل نزاعاتهم لكن من يحل مشاكل السائقين ويأخذ حقهم ممن يستغلهم ويسرق أرزاقهم وأرزاق عائلاتهم في غياب إطار قانوني واضح .
       الولاة والعمال يدلون بدلائهم في جميع القطاعات والمجالات، غير أنهم يتهربون من ملف سائقي سيارات الأجرة ولا يملكون بخصوصه نفس الجرأة التي يتعاملون بها مع ملفات أخرى. حتى المحاولة التي قام بها السيد بنهيمة والي الدارالبيضاء الأسبق، من أجل إصلاح القطاع توقفت في بادئ بدايتها وماتت بمغادرته لمنصبه.
       عمدت المدينة محمد ساجد انتخب ليكون ممثلا لسكان الدارالبيضاء ومن ضمنهم السائقين وعائلاتهم، لكنه لحد الساعة- ورغم المدة القصيرة التي تفصلنا عن الانتخابات- لم يقم بأي مبادرة لتأهيل المهنة وتطوير خدماتها.
       المؤسسات كثيرة والمسئولين ''بالعرام'' ولا أحد يفكر في السائقين ويريد أن يرفع عنهم الحيف والظلم الذي يتعرضون له من طرف أصحاب لكرايم أولا ومن طرف الإدارة ثانيا وبسبب القانون الضابط لمهنة سائقي سيارات الأجرة ثالثا وهو قانون متخلف ومتجاوز تدعو الضرورة إلى تغييره جذريا وتحيينه حسب متطلبات العصر والتحولات العميقة التي طرأت على هذا القطاع.
       السائقين لا يطمحون إلى المستحيل، حينما يطلبون تغيير وتعديل القرارين البلديين المنظمان لمهنة الطاكسي الصادران في  25 شتنبر1962.
          السائقين يطالبون بتغييره والإدارة تعترف بتخلف بنوده وتضارب فصوله مع الواقع، ورغم ذلك يظل هذا القانون قائما وحاكما ومعمولا به ضدا على مصلحة أصحاب الشأن السائقين، وضدا على رغبة الإدارة-الدولة- فمن المستفيد؟ هل أصحاب لكرايم أصبحوا يتحكمون في الإدارة كما يتحكمون في الطاكسيات؟ وهل قوتهم تجاوزت قوة المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين أم أن 
أصحاب القرار هم أنفسهم أصحاب لكرايم؟


عبدالرحمان نحايلي
رئيس الجمعية

23 مارس 2008


Post a Comment

Plus récente Plus ancienne