المصطلح الذي لايصيب الحقيقة يشوهها....

 المصطلح الذي لا يصيب الحقيقة يشوهها....


    إن الطابع النضالي المكافح لنقابة السائقين لا يأتيها من اسم تحمله و تاريخ تستند اليه في حاضرها .فالنقابة تكتسب في الممارسة النقابية اليومية طابعها المكافح، ولا تكون هذه النقابة مكافحة بالفعل لا بمقدار ما تتمتع بمسار صحيح يمتاز بقدرة هائلة على تحديد طبيعة الحركة الاجتماعية الكلية في مجمل تناقضاتها وتعقداتها السياسية والاقتصادية وتمظرات هذا الصراع في مستوياته المؤسساتية والقانونية  . وأيضا وهذا هو المهم في كل العملية النقابية هو تحديد العدو الرئيسي  في كل مرحلة من مراحل الصراع .

    قد يكون العدو الرئيسي للعامل في معمله هو الباطرون وهو عدو واضح ومحدد ،  وعلى هذا الساس تتحدد ممارسة العامل النقابية باعتبارها ممارسات لتحسين ظروف العمل ونيل مكتسبات مادية ومعنوية تساهم في الرفع من إنتاجية المعمل . لكن في قطاع الطاكسي ، ونظرا لتدخل الجانب السياسي وطغيانه على نضالات السائقين النقابية ويمكن القول ايضا تحكم وسيطرة المستوى السياسي على المستوى النقابي، ونظرا لغياب فكر نقابي يضع مهمة قيام حركة نقابية واعية لذاتها ومهماتها، كمهات نقابية بالأساس، وليست مهمات سياسية ، ونظرا يضا لتواجد فئات متضاربة المصالح في بنية قطاع الطاكسي نفسه بين السائقين الممارسين وبين المستغلين للمذونيات والمستفيذين منها. وكذلك تعدد الوصايات المؤسساتية وتداخلها بين وزارة الداخلية والنقل والجماعات المحلية . كل هذه العوامل أدت في النهاية الى عدم القيام بعملية تحديد العدو او المخاطب الرئيسي .

    إن الاستناد الى مفردات الدستور ، ومضامينه، والتي تعطي لرئيس الحكومة صلاحيات موسعة، يجعل من مهمة تحديد المخاطب الرئيسي مهمة سهلة نوعا ما خاصة وان المطالب المتضمنة والشعارات المؤطرة لمعركة السائقين الجارية طوارها حاليا والتي اعتبر ان شرارتها انطلقت من بني ملال وتوجتها الوقفة الاحتجاجية امام الداخلية والعنف الغير المبرر الذي قوبلت به ، فالمطالب تتمحور أساسا حول ضرورة إصدار قانون منظم شامل للقطاع ، يقطع مع نظام الترخيص الحالي القائم على الامتياز ويضمن الحماية الاجتماعية للسائقين المهنيين ويعيد للمستغلين حقوقهم المسلوبة منهم بفعل الاحكام القضائية الجائرة .

    ان المصطلح الذي لا يصيب الحقيقة يشوهها ، وان القول بوجود عدو للسائق يحدده البعض في المخزن انما هو انحراف من العمل النقابي وانجرار الى تبني مواقف سياسية تفوق إمكانيات السائقين ، فليس من مهمات السائقين خوض صراع مع اي جهة سياسية ، فتلك مهمات الحزب السياسي الذي يحدد اعدائه السياسين . ومجال العمل النقابي هو الإطار  القانوني المحدد في قوانين الحريات العامة ومدونة الشغل ، وبالتالي فاي خروج عن هذه الطر انما يعمل بوعي او بغير وعي في خلق حالة من التيه امام المعركة التي يخوضها السائقون . 

    ان الموقف ينبغي ان ينطلق من تحديد المسؤوليات التي يتمتع بها رئيس الحكومة بغض النظر عن تعاطفنا او عدائنا له،  وكيفما كان نوع الحزب الذي ينتمي اليه، وهذا الموقف يحصن العمل النقابي ويرسم ملامح النصر الحقيقي للمعركة .

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne