كلمة المكتب المركزي خلال المؤتمر الجهوي الأول




كلمة المكتب المركزي خلال المؤتمر  الجهوي الأول




أيها الحضور الكريم:

يسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن باقي إخواني في جمعية آفاق لسائقي سيارة الأجرة أن أرحب بكل الضيوف والفعاليات الحاضرة معنا اليوم في هذا المؤتمر الجهوي الأول.
    إنه لمن دواعي الفخر و الاعتزاز أن نلتئم اليوم، بمناسبة عقد أول مؤتمر لجمعيتنا، هذا الإطار الجمعوي، الذي جاء استجابة لحاجة ملحة وضرورية، تطلبها تنظيم القطاع وهيكلته وتحيين القوانين المنظمة له، وفي مقدمتها ظهير 1963
    فكما لا يخفى على الجميع، فإن مساهمات هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني، تعد ذات أهمية قصوى سواء من حيث ما يدره من مداخيل مهمة، أو على مستوى ما يقوم به من وظائف متعددة في مجالات مختلفة.

أيها الحضور الكريم:

    إن معادلة بسيطة لتلكم المساهمات على مستوى مدينة الدارالبيضاء فقط، تطلعنا على وجود ما يقارب من أربعة عشر ألف سيارة أجرة، تستهلك ما يقارب 5 ملايير سنتيم من زيوت المحرك، تعود منها للدولة %20 كعائدات للضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى تأدية ما يقارب 6 ملايير سنتيم سنويا، كواجبات للتأمين، تستخلص منها الدولة %20 برسم نفس الضريبة, وبالمقابل تبقى وضعية القطاع مزرية للغاية بسبب الفوضى العارمة التي تسوده، وهو أمر يتطلب تدخلا مستعجلا من لدن الجميع، خاصة في هاته المرحلة الدقيقة التي تجتازها بلادنا، الرامية إلى دخولها مرحلة التحديث والدمقرطة، وتحقيق تنمية مستدامة، هذا التدخل الجماعي الذي يسمو على تحميل المسؤولية لأي طرف كان إزاء هذا الوضع، لأن المسؤولية من منظور جمعيتنا هي مشتركة في هذا الباب .

أيها الحضور الكريم:

        كما لا يخفى على الجميع، فالسائق يعتبر صلة وصل أساسية بين المواطن ومختلف المرافق العمومية، إدارات، مستشفيات، عيادات ومراكز ثقافية وتجارية وسياحية وغيرها ... إنه أول صورة يلقاها السائح، وآخر صورة تبقى عالقة في ذهنه، كما إنه القنطرة التي توصله إلى حيث مصالحه اليومية على اختلافها وتنوعها.
ومن خلال وقفة تأمل بسيطة، هل يمكن لنا أن نتصور مدينة كالدار البيضاء العملاقة تعيش دون وسائل نقل وعلى رأسها سيارات الأجرة؟ كيف سيكون حالها إذن؟ وما مآل مصالح ساكنتها ؟
    وهذا في حد ذاته يعد الدليل الملموس على ما يقوم به هذا القطاع الحيوي من وظائف وخدمات، تساعد على تطور السياحة الداخلية وبالتالي ارتفاع مؤشر التنمية.

أيها الحضور الكريم:

        إن تلكم الوظائف والأدوار التي يلعبها القطاع في تنمية الاقتصاد الوطني، مقابل هشاشة الوضعية التي يوجد عليها، كانت الدافع الأساسي إلى تأسيس إطارنا الجمعوي هذا، واضعين نصب أعيننا تحقيق الأهداف الآتية:
1: التأهيل الذاتي للموارد البشرية عبر الرفع من كفاءة السائقين
2: تقديم مقترحات حلول من أجل تنظيم القطاع، بشراكة مع كل الفاعلين والمتدخلين سواء حكوميين أو منظمات مجتمع مدني .
3:القيام بأعمال اجتماعية لصالح السائق، قصد حمايته، وحماية أسرته، في غياب ضمانات اجتماعية وتغطية صحية داخل القطاع.

        في الختام، اسمحوا لي أن أغتنم الفرصة لكي أدعو مختلف الفاعلين الجمعوين، والمسؤولين النقابين الممثلين لهذا القطاع، للالتحام من أجل توحيد المجهودات والأهداف، مادامت المصلحة واحدة ومشتركة، تصب كلها في تحسين مستوى سائق سيارة الأجرة، كما لا يفوتني أن أشكر كل من ساهم ويساهم في إنجاح هذه المحطة، كما نطلب من المكتب المركزي المنتخب غدا، أن يقود القاطرة التي نتمنى أن نكون قد وضعناها في مسارها الصحيح.

عاش سائقوا سيارة الأجرة
عاشت جمعية آفاق لسائقي سيارة الأجرة

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مركب الزفزاف 2006

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne